في 3 أغسطس 2021، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن برنامج لقبول المهاجرين الأفغان من بلادهم إلى الولايات المتحدة. يعتمد البرنامج على سفر المُغادرين لدول أخرى مؤقتًا حتى إتمام إجراءات دخولهم إلى الولايات المتحدة والبقاء بها بصورة دائمة. هكذا تطلب الأمر مشاركة دول مختلفة لاستقبال المُغادرين خلال هذه الفترة، خاصة بعد سيطرة حركة طالبان على العاصمة كابول وتزايد أعداد المواطنين الأفغان الراغبين في اللجوء.
هنا، تفاوتت ردود أفعال الدول حول هذا القرار حتى برز الحل لأزمة المُغادرين من قطر.
* كيف كانت التصورات وردود الأفعال على البرنامج؟ وكيف نُفذ الحل القطري لتلك الأزمة؟
التصورات والمقترحات بين القبول والرفض
اشتركت العديد من الدول في موقف رافض لاستقبال المُغادرين وإقامتهم على أراضيها، تبنى عدد أقل من الدول موقفا مغايرا، وقد نتج عن هذا بالطبع تصورات متنوعة بين مختلف الدول.
1. النمسا ترفض استقبال المُغادرين
عبّر وزير داخلية النمسا Karl Nehammer pointed out that Afghans whose asylum requests had previously been rejected by Austria cannot be welcomed due to the restrictions of the European Convention on Human Rights. He acknowledged the need to consider other available options, proposing the establishment of refugee centers in Afghanistan’s neighboring countries.
2. اليونان ترفض استقبال المُغادرين
صرّح وزير حماية المواطنين اليوناني ميشاليس كريسوديس أنّ التغيرات في أفغانستان بعد انسحاب القوات الأمريكية ستخلق حقائق جديدة في المجال الجيوسياسي، ومن المتوقع وصول العديد من المهاجرين إلى بلاده، ولذلك يجب اتخاذ التدابير المناسبة للتعامل مع الأمر. وفي ضوء ذلك، قررت اليونان بناء جدار بطول 40 كيلومترًا على طول حدودها مع تركيا، يتيح لها حماية وتأمين بلادها من وصول أعداد كبيرة من المُغادرين.
3. كوسوفو وألبانيا توافقان على استقبال المُغادرين
صرّحت دولتا كوسوفو وألبانيا بقبولهما لاستقبال المُغادرين الأفغان مؤقتًا، في مقابل حصولهما على تسهيلات اقتصادية وسياسية من الولايات المتحدة الأمريكية.
4. تركيا ترفض استقبال المُغادرين
On September 2, 2021, Turkey’s FM Mevlüt Çavuşoğlu stated that Turkey would reject any EU offer to host refugees in exchange for money. However, he welcomed using Turkey as a transit point for evacuation flights, emphasizing Turkey’s support in this regard.
5. فرنسا ترفض استقبال المُغادرين
أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن أوروبا بحاجة لحماية نفسها من عمليات الهجرة القادمة من أفغانستان، إذ لا يمكن لأوروبا تحمل تبعات الأحداث هناك. في المقابل، وردا على خطاب ماكرون، أعرب رؤساء بلديات 11 مدينة فرنسية على الأقل ينتمون إلى أحزاب يسارية واشتراكية، عن استعدادهم لاستضافة المُغادرين الأفغان بكرامة، وحثوا حكومتهم على إظهار التضامن.
6. بريطانيا تتعهد باستقبال 5000 لاجئ
أعلنت الحكومية البريطانية عن استعدادها للمشاركة في حل أزمة المُغادرين، وتعهدت باستقبال 5000 لاجئ أفغاني خلال العام الأول، مع إمكانية زيادة العدد إلى 20 ألف على المدى البعيد.
7. إيران تتراجع عن إقامة مخيمات مؤقتة للاجئين
أعلنت الإدارة الإيرانية عن نيتها إقامة مخيمات مؤقتة بثلاث محافظات لاستيعاب المهاجرين الأفغان إلى بلادها؛ لكنها عدلت لاحقًا عن قرارها بسبب خوفها من أن يؤدي ذلك إلى المزيد من موجات الهجرة إليها.
8. سويسرا تتحفظ على استقبال أعداد كبيرة من المُغادرين
Switzerland’s government announced it would not process Afghan asylum applications, prioritizing aid within Afghanistan and the evacuation of local employees from its office in Kabul.
9. طاجيكستان ترفض استقبال اللاجئي
رفضت طاجيكستان العروض الأوروبية المقدمة لها لاستقبال المُغادرين الأفغان على أراضيها، حيث أعلن وزير الداخلية رحيم زاده أن بلاده في وضع لا يسمح لها باستيعاب أعداد كبيرة من الأفغان بسبب ضعف البنية التحتية.
10. جنوب أفريقيا ترفض استقبال المُغادرين
وردت إلى جنوب أفريقيا طلبات لاستقبال المُغادرين من جهات دولية مختلفة، لكن وزارة الخارجية في جنوب أفريقيا قالت إن الحكومة ليست في الوضع الذي يتيح لها تلبية مطالب استقبال المُغادرين على أراضيها، وبررت موقفها بأنّ البلاد بالفعل تستضيف أعدادا كبيرة من المُغادرين حاليًا، ومعظمهم يتلقى مساعدات ورعاية طبية مجانية.
11. المجر وصربيا ترفضان استقبال المُغادرين
Hungarian PM Viktor Orbán and Serbian counterpart Anna Brnabich stated that their countries would prevent refugee entry to protect Europe, as refugees aim to reach Germany.
12. تضارب مواقف دول الاتحاد الأوروبي
EU Justice and Interior Ministers debated responses to the Afghan refugee crisis, pledging support for Afghanistan’s neighboring countries to avoid a new wave of immigration to the EU.
قطر تقدم الحل
في 24 أغسطس 2021، صرّح المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي في مؤتمر صحفي عقد في مقر البنتاغون بأن الولايات المتحدة توصلت إلى اتفاق مع قطر يقضي باستقبال 8000 من المتقدمين للحصول على تأشيرة الهجرة الأفغانية الخاصة (SIV) وأفراد أسرهم.
Later on November 12, 2021, the agreement was confirmed through a MOU signed between Qatar and the US regarding Qatar’s temporary hosting of Afghan refugees.
وفي 30 أغسطس 2021، شاركت قطر في الاجتماع الوزاري لمجموعة السبع بشأن أفغانستان، وضم كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وتركيا والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
The Taliban also requested Qatar to provide civilian technical assistance for Kabul airport once the withdrawal of US forces is concluded. Along the same lines, the UN agencies also requested Qatar’s assistance and support to deliver aid to Afghanistan.
في نفس اليوم أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في مؤتمر صحفي عقد في واشنطن، أن الولايات المتحدة الأمريكية أوقفت تواجدها الدبلوماسي في كابول، ونقلت عملياتها إلى الدوحة في قطر، حيث ستمارس السفارة الأمريكية في أفغانستان نشاطها من الدوحة، لإدارة الأعمال الدبلوماسية من هناك، بما يشمل الشؤون القنصلية، وإدارة المساعدات الإنسانية، والعمل مع الحلفاء لتنسيق المشاركة والتواصل مع حركة طالبان.
Summing up Qatar’s efforts, the Qatari FM Assistant, Loloah Al Khater, highlighted services Qatar had provided to assist in the evacuation operation, including:
- نجاح قطر في تأمين المرور لمطار كابول لحوالي 3000 شخص، والنقل الجوي لحوالي 1500 شخص بعد تلقي طلبات من المنظمات الدولية والتدقيق في أسمائهم.
- Qatar participated in the most sensitive rescue efforts in Afghanistan, and succeeded in conducting the operation with only a few hundred troops and its own military aircrafts. Qatar also evacuated a girls’ boarding school, a robotics team made up of girls and journalists working for international media agencies, among others.
- تعامل قطر مع كل المتغيرات والعوامل الصعبة في عملية نقل المُغادرين، التي تضمنت وجود نقاط تفتيش على الجانب الأمريكي، وعلى الجانب البريطاني، وعلى جانب الناتو، وعلى الجانب التركي.
- بناء قطر لمستشفى ميداني للطوارئ، وملاجئ إضافية، ودورات مياه متنقلة.
- توفير الخطوط الجوية القطرية 10 طائرات لنقل الأشخاص الذين تم إجلائهم من الدوحة لدول أخرى.
- قيام الجيش القطري بتوزيع 50 ألف وجبة يوميًا، وأكثر من ذلك من خلال الجمعيات الخيرية المحلية.
انضمام كندا إلى عملية الإجلاء الأمريكية المشتركة
في 31 أغسطس 2021، انضمت كندا إلى عملية الإجلاء الأمريكية الدولية المشتركة، وصرّحت بأنّها ستستقبل بعض المُغادرين الأفغان الموجودين حاليًا في القواعد العسكرية الأمريكية في قطر، حيث ستصبح كندا موقعًا إضافيًا مخصصًا لإعادة توطين المُغادرين وتخفيف الضغط على قطر. وفي المقابل، ستتمكن قطر بواسطة علاقاتها الجيدة مع طالبان، من مساعدة كندا في التفاوض على عودة مواطنيها.
وهكذا، ساهمت قطر بجهودٍ متنوعة عبر مواردها وعلاقاتها في تقديم الحل المناسب لأزمة المُغادرين الأفغان.